العرب والعالم

حداد في روسيا بعد حريق سيبيريا «المدمر»

28 مارس 2018
28 مارس 2018

السلطات تواصل التعرف على هويات القتلى -

كيميروفو (روسيا)- (أ ف ب): أعلنت روسيا امس يوم حداد وطني وبدأت بتشييع أولى ضحايا الحريق الذي أتى على مركز تجاري في سيبيريا بعد ثلاثة أيام على هذه المأساة التي أوقعت ما لا يقل عن 64 قتيلا وأثارت صدمة في روسيا.

والحريق الذي أودى بـ41 طفلا أشاع تعاطفا عفويا في كافة أرجاء روسيا وأحيانا غضبا لأن العديد من الأشخاص صدموا لانتهاك تدابير السلامة التي أفضت إلى بقاء الأطفال عالقين في صالات السينما التي أغلقت بالمفتاح في حين أن نظام الإنذار من الحرائق كان معطلا.

وكانت الحصيلة الأخيرة التي أدلى بها للصحفيين نائب وزير الحالات الطارئة فلادلن اكسيونوف 64 قتيلا تم تشييع 10 منهم امس في كيميروفو.

وقال «ليس هناك اي مفقودين» في حين أعلنت لجنة التحقيق، الهيئة المكلفة الملفات الجنائية الكبرى، مساء امس الأول انها وضعت قائمة بـ67 مفقودا.

والتعرف على هوية القتلى الذين قضى العديد منهم حرقا وسط درجات حرارة بلغت 600 درجة مئوية، عملية صعبة للغاية. وتم حتى الآن التعرف على هوية 27 قتيلا بحسب المسؤول في وزارة الحالات الطارئة لمنطقة كيميريفو الكسندر مامونتوف.

ولائحة القتلى التي نشرتها السلطات المحلية تعطي فكرة عن فداحة الحادث اذ ان اصغر ضحية طفل في الثانية من العمر و19 من القتلى دون العاشرة. وفقد صف في تريشتشيفسكي البلدية القريبة من كيميروفو نصف تلاميذه جراء الحريق.

وكانت إيلينا فوستريكوفا في الثلاثين من العمر وقضى معها أطفالها الثلاثة في السابعة والخامسة والثانية من العمر وزوجة شقيقها في الـ23. ومنذ الثلاثاء يتم التداول على الانترنت في روسيا مشاهد المواجهة الحادة بين زوجها ايغور فوستريكوف ونائب حاكم المنطقة سيرغي تسيفيليوف.

وتجمع مئات الأشخاص امس لتشييع ناديجدا اغاركوفا (57 عاما) وحفيديها اللذين يبلغان الثامنة والعاشرة.

وقالت المعلمة سفيتلانا ساجيفا لقناة «ان تي في» امام الكنيسة «كانوا اولادنا وتلاميذنا».

وشارك عشرات التلاميذ في حفل تكريما لتاتيانا دارساليا معلمة اللغة الانجليزية التي أنقذت ابنتها لكنها توفيت أثناء محاولتها إخراج أطفال آخرين بحسب ريا نوفوستي.

وتجمع المئات من سكان كيميروفو امس الاول في ساحة المدينة المركزية وهم لا يزالون تحت وقع الصدمة للتعبير عن المهم وغضبهم ورفع البعض لافتات او رددوا شعارات دعت الى استقالة السلطات المحلية.

وانتقد حاكم المنطقة امان تولييف «المعارضين» الذين اتوا الى كيميروفو «بهدف الدعاية مستفيدين من الحادث المأساوي».

ورفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التعليق على تصريحات تولييف. وردا على سؤال حول اقالة محتملة للسلطات المحلية أضاف ان «ابداء رأي متسرع حول المسألة غير مناسب».

وأوقف خمسة أشخاص في إطار التحقيق حول الحريق ووضعت مديرة المركز التجاري وعضو في شركة امن في التوقيف الاحترازي لمدة شهرين. وزار فلاديمير بوتين كيميروفو صباح امس الاول واضعا باقة زهور في موقع اندلاع الحريق وزار العديد من المصابين في المستشفى. والتقى ايضا مسؤولين محليين كبارا منددا بـ«الإهمال الجنائي» الذي أدى إلى وقوع هذه المأساة. وقال امس خلال اجتماع حكومي انه لا يرغب في «تغيير القواعد لأن القانون يمنح إمكانية القيام بكل شيء لضمان السلامة».

وقالت وكالات الأنباء الروسية إن المراكز التجارية الكبرى التي انتشرت بكثافة في كافة أنحاء روسيا في السنوات الأخيرة نظمت امس تمارين سلامة في حال اندلاع حرائق.

وصدرت عدة صحف خصوصا «كومرسنت» و«ار بي كاي» بالأسود والأبيض في حين نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» على صدر صفحتها صور الضحايا. وأسباب الحريق غير معروفة بعد لكن السلطات ترجح وقوع احتكاك كهربائي.